بربري Admin
عدد المساهمات : 197 تاريخ التسجيل : 14/08/2010 العمر : 37
| موضوع: الشعر والشعراء في الميزان الشرعي السبت سبتمبر 04, 2010 7:13 am | |
| الشعر والشعراء في الميزان الشرعي الشيخ- سعد بن عبدالله السعدان الشعر هو ديوان العرب، وهو تعبير عن خلجات النفس، ونبضات القلب. ولقد اهتم الإسلام بوظيفة الشعر، واعتنى بتوجيه مضمونه، فأراد بذلك أن يسمو بالشعر والشعراء، وأن يجعلهم أداة بناء وإسعاد، بعد أن كانوا من قبل أداة هدم وشقاء. وقد فهم الصحابة موقف الإسلام من الشعر، كما علمهم القرآن الكريم، ورسول الله {، فكان منهم من قال الشعر وأجاد، ومنهم بالإضافة إلى حسان أمير شعراء الإسلام، كعب بن مالك، وعبدالله بن رواحة وغيرهما، ورويت أقوال عن كبار الصحابة تحث على تعلم الشعر والعمل بمضمونه الحسن، من ذلك قول عمر رضي الله عنه: "احفظ محاسن الشعر يحسن أدبك، فإن محاسن الشعر تدل على مكارم الأخلاق، وتنهى عن مساوئها". ومع هذا فقد وردت أحاديث في ذم الشعر، وأخرى في مدحه تستدعي توفيقاً بينها، ولذا أحببت أن أُفَصِّل في ذلك، وأبين الحكم الشرعي في مسألةِ الشعر والشعراء.
الشعر في اللغة:
الشين والعين والراء أصلان معروفان، يدل أحدهما على: ثبات، والآخر على عِلْم وعَلَم. فالأول: الشَّعْر، معروف، والجمع أشعار، وهو جمع جمعٍ، والواحدة شَعْرة. والباب الآخر: الشِّعار، الذي يتنادى به القوم في الحرب ليعرف بعضهم بعضاً. والأصل: قولهم شَعَرتُ بالشيء، إذا علمته وفطنتَ له. قالوا: وسُمِّي الشاعر، لأنه يَفطِن لما لا يفطن له غيره. قالوا: والدليل على ذلك قول عنترة: هل غادرَ الشعراءُ من مُتردَّمِ أم هل عرفتَ الدارَ بعد توهُّمِ يقول: إن الشعراء لم يغادروا شيئاً إلا فطنوا له(1). قال اليزيدي: شعر الشاعر، والشِّعرُ من قولك: ما شعرت به شعراً. ومنه قيل: ليت شعري ما فعل فلان(2). والشعر: منظوم القول، غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية. قال الأزهري: الشعر القريضُ المحدود بعلامات لا يجاوزها. وشعرَ الرجلُ يَشعُرُ شِعْراً وشَعْراً وشَعُرَ، وقيل: شَعرَ قالَ الشعر، وشَعُرَ أجادَ الشعر، ورجل شاعر، والجمع شعراء(3). والشعر هو حديث الشعور، يقول ابن رَشِيق: "وإنما سُمِّي الشاعر شاعراً لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره"(4). ويلاحظ أن كلمة الشعر في معاجم اللغة ترتبط بالعلم والفطنة، والعقل، لا بالحذر والغيوبة والأساطير، ونحو ذلك. هكذا هو الشعر العربي منظوم القول، غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية فله قواعد وأصول ينبغي لكل من أراد أن ينظم الشعر أن يكون على دراية تامة بها، ولا يحيد عنها البتة، لأن اللغة العربية نظمت كل شيء والتجاوز في أصول العربية بإدخال ما سموه بالشعر الحر!؟ الذي تولى كِبْره أدباء الحداثة؟ الذين تأثروا بأدب الغرب المبني على الأساطير والخرافات وهدم الثوابت، ونبذ الدين، جناية على لغة القرآن، وخطر محدق بالعربية، وللأسف أن هذا اللون له منتدياته، ووسائِلُه الإعلامية هي الأكثرُ إنتشاراً وسيطرة، ويوصف بأنه الشعر الإبداعي؟ ويا ويل من تعرض له بنقدٍ، فسيكون عرضة للتجريح والتقريع والتوبيخ. وسيوصف بصفات التخلف، ومحاربة الإبداع؟! وزحفَ هذا اللون، وامتلأت به الصحف اليومية والمجلات، وامتلأت الساحات بمثل هذا الغثاء الذي يسمونه شعراً، وهو من نوع الأساطير والحكايات التي لا تفهم!؟ فلا وزن، ولا قافية، ولا خصائص فيه، فهو معول هدم لا بناء، وفيروس فتاك بلغة الضاد.
| |
|